....

....
<<<

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

سِفر النبوءات - الكائنات المُركبة - جزء أول



الكائنات المُركَبة
هل نُقل لنا تاريخ الأرض بكل تفاصيلهُ الدقيقة ؟ أم هناك كثير من الأحداث والوقائع والأسرار بل أكثرها لم يصل إلينا ! أولا تموت أسرار اليوم مع حافضيها ؟
فلا نعرف ونحن معاصرين لها منها أي شيء!
فكيف بتاريخ طويل من النسيان والتدمير والتحريف لتنتج عنهُ فترات منسية من حياة الإنسان على سطح هذا الكوكب !
لقد أرخت الكتب الدينية المُنزلة  لفترة طويلة من حياة البشرية بل وأقدم من ذلك بكثير ،من اللحظة التي خلق بها الإنسان بل حتى قبل خلقِهِ بكثير !!
 ومن ثم ً جاء الشعراء ليسطروا بملاحمهم الشعرية الكثير مما لو لا ذلك لكان دُرس!
لتأتي بعدها أول مكتبة في العالم والتي كانت للملك البابلي أشور بانيبال والتي إحتوت الاف الاف الرقم الطينية خط عليها تاريخ الإنسانية قبل الاف من السنين الغابرة ..يومها قرر الإنسان أن يكتب وأن يدون حتى جاء المؤرخين ليعتمد الجنس البشري على صدقهم وفضيلة روحهم في حفظ التاريخ ولو جائت المقولة المأثورة (التاريخ يكتبهً المنتصرون) لتلغي تلك الفضيلة بعض الأحيان وحتى تلك ما كانت لتستطيع أن تقرأ بشفافية تاريخ الأمس فلقد إتضح أنها أسست لمفاهيم ورؤيا خاطئة جداً الغت حداثة الحضارات القديمة وأنتجت إدراك عليل بذلك الخصوص فنحن لا نرى إنسان العصور المنصرمة إلا رجل بدائي جاهل ومتواضع في العلم والمعرفة وطرق الإنتاج الفكرية والأدبية والصناعية !! فالسرد الكبير الذي نعيشه اليوم ضاع منه من التسجيل الكثير  الذي لم نعرف لهُ وجود أصلاً ..رغم وجوده
هل إرتقى الإنسان قبل الاف السنين بالعلوم والبناء والتكنلوجيا والحضارة حداً يفوق ما يصل له البشر اليوم ؟
وهل كانت توجد حضارات  نجهلها لربما تفوق بها الإنسان على الطبيعة وإستأسد بالعلم ؟
ولم تحظى تلك الفترات من عمر الإنسانية بفرصة أن تُسجل وتُحفظ لأنها دُمرت تدميراً كاملاً ولم يبقى منها أي أثر !! ولماذا عندما نذكر حضارة قديمة نقرنها مباشرة بتصاريف البداءة ؟!
ان وقوف الثور المجنح على أبواب المدن الآشورية برؤياه الثلاثية الأبعاد المعاصرة في الحركة والمنظور والأسلوب والاداء يثير الكثير من التساؤلات ..وأعني هنا موضوعنا لليوم (الكائنات المُركبة )
كائنات مُركبة يعجز الفكر أن يُدركها على حقيقتها فيركنها للخيال الصرف  ولا يجد سوى التساؤلات التي لا تجد إجابات واضحة وشافية
هل حاربت الكريفنات في عصور خلت مع الإنسان أو ضده ولماذا يعتز بها الأوربيين فيضعونها شارات ونصب لهم ؟ (الكريفنات  مخلوقات أسطورية مركبة من عدة حيوانات مثل رأس أسد وأجنحة صقر وجسد ثور وتظهر وهي تحمل السيوف والأسلحة ! )
وهل وجدت التنانين التي تنفث النار من افواهها وهل كانت تحلق فوق سماء الأرض يوماً ما ؟ وهي ثدييات تستطيع إنتاج النار وهذا غير مُستبعد أبداً فلا ننسى تلك الحشرات الصغيرة في الليل والتي تمتلك ضوئاً في ذيلها ونسميها الحشرات المُضيئة !!
وما حقيقة العقارب المُجنحة التي كانت تنتشر في بابل يوما ما؟
وهل كانت حقيقة تصطدم مع الشياطين ؟ (العقارب المجنحة :كائنات برأس وجسد إنسان وأجنحة صقر وأرجل أسد  وذيل عقرب)
وهل الثيران المجنحة كانت تحرس فعلاً بوابات آشور ؟ ومن من تحميهم أو من ماذا؟!
ولعلنا لا ننسى أن شخصية سيف بن يزن المشهورة كانت تظهره عدة مرات في قتال مع الشياطين والجن ؟
وما حقيقة قصص الأخوة غرايم ؟! (الذين كتبوا قصة ليلى والذئب –والإشارة هنا إلى المستذئبين!) وقصص اخرى
وما هو سر تلك الأجساد في الحضارة الفرعونية فتارة تكون برأس قطة أو رأس أفعى وغيرها ولماذا كان الفراعنة يعتزون بإرتداء تيجان وعقالات على شكل الأفاعي؟!
كيف إستطاع الإنسان في ذلك الوقت أن يسطر ذلك التأليف الغريب الذي لا يضاهيه إلا الفكر الحديث المعاصر في الرواية العلمية الخيالية
وياترى هل هذا ما كان ينتجهُ ويصنعه قوم عاد بمختبراتهم ومصانعهم التي تتلاعب بالجينات وتستهدف نيل الخلود كما ذُكر ذلك في القرآن الكريم ؟ وهل من الممكن أن إنسان اليوم يسعى لإعادة إنتاج مثل هذه المخلوقات المُرعبة ؟
هل ذلك ممكن من خلال تقنيات الإستنساخ اليوم ؟!
وهل ذلك سيمهد لخروج دابة الأرض التي تحدث عنها القرآن الكريم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بأيتنا لا يوقنون ) النمل 82
وفي وصفها قال عنها إبن عباس (رضي الله عنه):
 هي دابة ذات زغب وريش لها أربع قوائم تخرج في بعض أودية تهامة (أخرجه نعيم بن حماد في الفتن
وعن حذيفة بن أسيد (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال:
(تخرج الدابة من أعظم المساجد ، فبينما الناس هم كذلك ،إذا رنت الأرض ، فبينما هم كذلك ،إذا تصدعت (أخرجه الطبراني في الاوسط ) وقيل تخرج من صدع  بالصفا  ولها طلوع وإختفاء فتارة تطلع في أقاصي البادية فلا يعلم بها أهل المُدن وتختفي بعدها ثم تخرج مرة أخرى بين أهل المُدن ثم تختفي لتخرج بعدها والناس جالسين في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها (المسجد الحرام )
وتلك دابة تكلم الناس وتميز بين الكافر والمؤمن وهي حجة الله على خلقه  فالدابة ما يدب على الأرض وعلى قوائم وهي جزء منها حيوان ولكنها تعقل اكثر من عقول الناس في معرفة السرائر وما تُخفي القلوب فهي عاقلة في جزء ثاني وكأنها أشبه بتلك الكائنات المُركبة التي حاول القدماء أن يصوروها بتماثيلهم ورسومهم !
وهي لا تتكلم فقط ولكنها تسُم الناس على أنوفها وتسمهُ بالكفر حتى تصير تلك سمة وصفة في الواحد فيقال ياكافر! ويُدعى بالرجل المُخطم  أو أحد المُخطمين  وتجلوا وجه المؤمن بعصا تحملها حتى ينادى ذلك الرجل بالمؤمن !
وهي عظيمة القوة تولي في الأرض فلا يدركها طالب ولا ينجوا منها هارب حتى أن الرجل ليعوذ فتأتيهُ من خلفه فتقول له : يافلان تُصلي؟ فيُقبل عليها فتسمهُ في وجهه!
ويكون في ذلك الزمان وحدة عالمية أرضية تتبع فترة الرخاء الذي يعم الأرض بعد نزول سيدنا المسيح عيسى فيها بزمن ..فلا حروب ولا إقتتال ،إنما يعيش العالم حالة أمن وإطمإنان تحت حكم المهدي فارس الزمان (عليه السلام) وعندما تخرج الدابة  بعد ذلك بعهد طويل وتسم الناس  ينادى المرأ لا بكنيته  أو أرضه أو بلده ولكن  بيا مؤمن أو ياكافر نسبة إلى الوسم الذي على جبهته أو خطمه
وخروج الدابة ذلك الزمان والدنيا قد أخذت زُخرفها وتزينت حتى ظنت أن لا قدرة لله عليها وهي والكون كله في قبضة يده
نعم أنه تطاول العلم حتى فجرَ إمامه ..
ونحن نعلم أن التجارب اليوم تُجرى حثيثاً للوصول إلى مثل هذه النتائج بل وأكثر فالمسعى يبتغي إنتاج كائن السوبر الذي يجمع كل صفات الكمال  والقوة والعلم والفضيلة بواحد مستنداً إلى لعبة الجينات الخطرة بعد أن نجح في إستنساخ النعجة دولي  وفي غيرها من الا معلن من الضفادع والقردة بل حتى البشر !!
ففي عام 1970 نشر الباحث (الين توفلير) مقالة بعنوان (صُدفة المُستقبل)
كانت الفكرة الأساسية هي أن الإنسان يخضع لقوانين إرادية يُمكن من خلالها السيطرة على نوعية تناسل الجنس البشري ..وذهب توفلير إلىأنهُ ممكن في وقت ما إنتاج جسم بشري بمواصفات خارقة يستطيع القيام بما لا يستطيعه الجسد البشري الإعتيادي !
ومنذُ عام 1996 خضع الإنسان لتجارب إستنساخ  في سرية تامة داخل الأقبية العلمية المُظلمة في امريكا وبريطانيا ولكن لم تُعلن أي نتيجة حتى الآن ورغم نفي العالم الأسكتلندي إمكانية إستنساخ البشر في الوقت الحالي لكنهُ قال:
من الممكن دمج خلية بشرية عارية من الجسم مع بويضة لإعطاء جنس ، ويقول كثير من العلماء بإمكانية تطبيق الأسلوب العلمي المُتبع في إنتاج  دولي على الإنسان تماماً بحكم كونه في بعض صفاته ثدياً!
حيث تؤخذ خلية جسدية من الإنسان وتُعزل نواتها التي تحمل الموروثات ثم تزرع تلك النواة في بويضة إمرأة كُبتت نواتها ،حيث توضع الخلية الجديدة في الاوساط المخبرية وتُعرض لتيار كهربائي ليتم الإندماج والتناسق المطلوب ،بعدها تؤخذ البويضة الجينية الجديدة وتُزرع في رحم إمرأة ثانية لتحتضن الجنين الذي يولد صورة طبق الأصل عن الإنسان المأخوذ من الخلية !!
وطبعاً ذلك التطور في التحكم بالنوع الجيني مهدت لهُ الثقافة الإلكترونية والتكنلوجية الراقية التي وضحت صور الخرائط الجينية وجعلت بالإمكان تعديلها والتلاعب بها والتحكم بها من خلال ما يُسمى (حوسبة المادة الوراثية ) وتخليق أنواع محددة من الخلايا (أي وضع خريطة تحليلية للشيفرات الوراثية في الحمض النوووي –D.N.A – وذلك  ما ادى مُستقبلاً إلى بروز بوادر الحرب الجرثومية والتي أستخدمت في عدة مناطق على الأرض بل ادت إلى خلق امراض جديدة ما كانت تخطر على بال ..
يقول جيمي ريفكن مؤسس ورشة الإتجاهات الإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية : إن الإستنساخ البشري سيضاعف المعلومات الوراثية مستقبلاً وبصورة يُمكن أن تكون لا نهائية  مما يؤدي إلى إيجاد نوع  زائف من الخلود بل حتى كيان جديد قد لا يعرفه العالم من قبل!
ولكن حتى الآن لا تعدوا تلك الامور إلا سبقاً للواقع على عكس ما أعلنته جماعة سرية تُدعى بال(الرائيليين) من نجاحها بإستنساخ عدد من الاطفال المُعدلين جينياً على غرار الحلم الإنساني بإنتاج رجل خارق للطبيعة  مؤتلف من صيغ متعددة من صفات الحيوانات  وكأنه يغازل تلك الآثار العظيمة التي تركها لنا الفن القديم والحضارات القديمة
ونعود لزمن السلم العالمي الذي لا يجد من ملله إلا أن يتحدى الخالق بخلقه ؟!
يقول سبحانه وتعالى :
(لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) الروم 31
ففي لحظات التحدي تلك تخرج الدابة والتي يمكن أن تكون واحدة أو رهط منها ولربما مجاميع لتطمس عيون الكفرة والملحدين للقدرة الإلهية كما دمرت عجرفة عاد من قبل أرمهم ذات العماد ..
يتبع بمقالة أخرى إن شاء الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق