في أوروبا، ارتبط انطلاق الكومكس عموماً وفي بلجيكا خاصة بعبقرية الرسامين البلجيكيين الذين ابتكروا أطرف شخصيات هذه القصص وأفضلها على الإطلاق، والتي ظهر أغلبها من خلال مجلة مميزة حملت اسم “جورنال دو سبيرو”. ففي عام 1938م، قرر ناشر شاب يدعى جان دوبوي إطلاق مجلة خاصة بالقصص المصورة تتوجه أساساً إلى الشباب. وابتكر الرسّام روبفيل شخصية “سبيرو” لهذه الغاية. إلا أن المجلة تعثرت في مهدها عندما احتل الألمان بلجيكا في مايو من عام 1940م، فهاجر روبفيل من البلاد، وبقيت المجلة من دون رسّام حتى أتى جوزف جيلان الذي أرسى توجهاً جديداً لها، وابتكر “فانتازيو” الشخصية الثانية التي أضيفت إلى سبيرو. وباتت مغامرات البطلين راسخة في أذهان كل الشبّان من دون استثناء، خصوصاً أنه أرسى أسس مدرسة جديدة في رسم القصص المصورة هي “مدرسة مارسينيل”. ونظراً إلى انتشار المجلة بشكل واسع، طلب جيلان من أندريه فرانكين الانضمام إلى فريق العمل.. فبقي هناك 22 عاماً، يبتكر الشخصية تلو الأخرى والقصة بعد القصة.
وفي عام 1957م، انضم “غاستون لاغاف”(دعبل) كما عربنا أسمه بمجلة بساط الريح الذهبية إلى العائلة المصورة، وهو أطرفها بمحاولاته العلمية البائسة التي تنقلب دائماً إلى كوارث مضحكة. فبقيت شهرته موجودة حتى عندما غاب عن الأضواء قسراً طوال 14 عاماً، فعاد بألبوم طبعت منه 600 ألف نسخة باللغة الفرنسية فقط.
واحتفلت المجلة بعددها الـثلاثة آلاف في أكتوبر من عام 1995م. ولم يبق مبدعها فرانكين على قيد الحياة ليراها تكمل المسيرة في ما بعد.
ومن بلجيكا أيضاً أنطلق البطل الشاب “تان تان” الذي رأى النور عام 1929م بريشة مبتكره “هرجيه” المبدع على صفحات جريدة بلجيكية. وبقي هناك حتى سبتمبر من عام 1946م حيث باتت له مجلته الأسبوعية الخاصة “جورنال دو تان تان” التي أرست شهرته العالمية وجعلت كلاً من رفاقه بطلاً على حدة: من الكلب الصغير “ميلو” إلى الكابتن “هادوك” وتعابيره الفظة، فالأخوين دوبون ودوبون الساذجين والبروفسور تورنسول.. كلهم قاسموه شهرته من دون أن ينزعج أو يحتجّ على الوضع، فكفاه فخراً التمثال الكبير الذي شيّدته العاصمة البلجيكية بروكسيل على شرفه على الرغم من جدارياته وصوره ومجسماته تملأ شوارع بروكسل أصلاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق