....

....
<<<

الخميس، 1 سبتمبر 2016

لماذا أقرأ الكومكس ؟ - مقالة قصيرة لستان لي


كمعظم المشجعين للكومكس أقف دائماً في موقف دفاعي عن هذا الفن!، يسألني كثيرين عندما كنت صغير مستهزئين : هل تقرأ القصص المصورة للرؤوس التي عليها الجواريب ! أريد أن أجاوب مرة واحدة على الأقل. أوه، نعم كنت أقرأ الكتب المصورة؟ تلك القصص مع الرجال الذين على رؤوسهم الجوارب !! وفي حين ساعدت شعبية من هذا النوع على أنتاج الأفلام الخارقة والارتفاع بمستوى ذائقية الرأي العام والمجتمع هبطت باقي المنافذ الفنية والأعلامية بمستوى الكومكس وفكرته .. إلى حد ما أعتقد أن معظم الناس يمكن أن يتفقوا معي على أن أفلام باتمان كريستوفر نولان هي جميلة نعم ولكنها أشبه برتق للجواريب أياها التي على الرؤوس ، حتى لو كانت تراوح في مكانها فنياً وتقدم غرض ترفيهي أجتماعي فهي لا تزال تبدوا لي وصمة عار تعلق على كتب الكومكس نفسها.
خذ مثلاً مجلة (تايم) أحبت فرقة الحراس بما يكفي لوضعها أعلى على الجميع في قائمة أفضل 100 كتاب كومكس ! ماذا عن شبح العالم، موس، جيمي كوريجان؟ و كل شيء عظيم عُمل من الخيال في الكومكس، وجميع الروايات المصورة! لقد درست كل هذه على مستوى الجامعة، ولكن الأستاذ لا يزال يتحدث عن مدى صعوبة أن تجمع ما بين العمل و الهواية. بالطبع هناك 
مشاكل حقيقية بين عالمين أحدهما على الورق والثاني وكما أسميه (الآخر) والذي من المفروض أن يكون عالم حقيقي ؟!
غالبا ما تسمى القصص المصورة للخارقين بالخرافات في العصر الحديث!! . ساعد في ذلك فن المسلسلات التلفزيونية . ولكن هل تعرف أي شيء منهم؟، الشيء الوحيد الذي يبدو أنها تشترك فيه هي فكرة البطولة سواء كان ذلك في بطولة رائعة من الأبطال الخارقين أو نقص واضح في الروح البشرية وأعني الروحية . وأنا لن أدعي أنه لا يوجد هناك طن من الكتب المصورة المميزة الا انه هناك أكثر منها اهتماما في كسر العمود الفقري للمرأة مثلاً للحصول عليها في أوضاع مثيرة وجعل الامور تذهب لطفرة وراثية !!، ولكن منذ متى نحكم على أنواع بأكملها فقط من معظم عروضها الأساسية؟ هل نحن ننظر إلى من أعلى لأسفل على فرانكشتاين مثلاً على أساس أنه خيال علمي تافه / هناك أيضاً روايات الرعب ، أو أن نشطب الأميرة النائمة من قائمة الأبداع فقط لأنها كوميديا رومانسية؟ لا نريد أن نحل محل الناس في العالم الآخر ونكون مثلهم بمعتقداتهم التي كادت أن تضيعنا !
من الممكن تماما الأستمتاع بالكتب المصورة في كل حالاتها وهكذا يجب أن يفعل قاريء الكومكس ، فقراءة الكومكس بحد ذاتها تنمية للذوق الفني. عندما أنظر إلى الكتب المصورة، وأرى طن من الإبداع . أرى العالم الذي أدركت أكثر سائلا في الرسوم المتحركة حتى من ما هو ممكن في العمل والعيش في أفضل حالاتها ربما ، وأرى القصص الشخصية من الناس الذين يحاولون فعل الخير، من أجل تحسين العالم من حولهم. أرى قصصاً لأناس لم تتيسر أمورهم ، ولكن اختاروا الذهاب في أي حال. أرى قصص الصمود والرحمة والإيثار. والتمثيل الأبيض في الكتب المصورة غالبا ما يكون مشكلة لأنه يمس الواقع بشفافية أحياناً تكون غير مرئية وواضحة ، وأنا أعتقد أن الكوميديا الخارقة(القصص الهزلية للخارقين) لديها القدرة على أن تكون أكثر تقبلا للمجتمع "الآخر". أذا ما عرفنا المجتمع الآخر بأنه عالمنا نحن أيضاً .
قولوا عني مجنون، ولكن أعتقد أن هذا يكفي لي كمبرر لماذا أحب الكتب المصورة.
ستان لي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق